قتل “مايكل” وأخرج أحشاء الدكتور.. ماذا حدث في فيديو “مجزرة بولاق” المر
03:46 ص
الأحد 20 يوليه 2025
كتب ـ رمضان يونس:
كان لزاما على “مايكل”، أن يعاتب ابن الجيران “أحمد”، حين رأه يعتدى على رجل وزوجته بسلاح أبيض “سكين”، حال سيرهما في “شارع الزريبة” بحي بولاق الدكرور منتصف الليل، كلام الأول لم يقبله الأول، لكن “ابو جون” لم يعلم أن عتابه سيكلفه الفصل الأخير في حياته بشكل مأساوي أمام منزله.
الثانية عشر ليلًا، كان الليل قد هدأ من روعته في أزقة حي بولاق الدكرور الشعبي إلا القليل، على ناصية شارع “الزريبة” وقف “أحمد جمال” على غير العادة، صاحب الكيف الأسود لم يبالِ أي شيء، يراقب بتمعن كل من حوله كالفريسة، حتى وقع “رجل وزوجته” ـ كانا يسيران كغيرهما في الشوارع ـ في مصيدته، انقض عليهما بالسكين التي سرقها عنوة من محل “فراخ” وأصاب الزوجين بجروح قطعية في منتصف الشاعر دون تدخل من الأهالي:”هو سرق السكين بتاع الفراخ وضرب بيها واحد جنبنا وأصيب بـ 18 غرزة.. ورجع وقف قدام شارعنا واي حد يقابله يضربه بالسكين”.. يقول عم فريد والد مايكل في بث مباشر لمصراوي.
ما أن أنهي “مايكل”عمله، ذهب لشراء علبة “لبن” لابنه الرضيع “مارسلينو” (6 أشهر)، والذي يعاني من ضمور في شبكية العين، بينما في طريق عودته للمنزل، استوقفه صراخ امرأة عال، دون تردد توجه “أبو جون” نحو أصوات الصراخ ليتفاجأ بابن الجيران “أحمد”، يعتدي على رجل زوجته بسلاح أبيض “سكين” دون أي داعٍ.
على أصوات الصراخ، فزع “عم فريد” من وهلة نومه فجأة، “لقيت الناس بتناديني إلحق ابنك مايكل”، دقات قلبه كانت تسابق الزمن، هرول الرجل الستيني في الشارع كالطفل يبحث عن ابنه “أبو جون” بعدما أخبروه الأهالي أن “أحمد”، جاره أصابه بطعنة سكين في الكتف، ظن الأب أن الأمور بدت بسيطة “أنا قلت أكيد ابني الجرح كان خفيف”، لكن الحال انقلب رأسًا على عقب حين تقابل مع الدكتور “روماني” الصيدلي: “قالي الحق ابنك مايكل دمه بيتصفى في الأرض”.
يحكي “عم فريد” بالدموع. الذهول أصاب “عمر فريد” في لحظة، حاول جاهدًا لإسعاف ابنه لكن محاولاته باءت بالفشل “دورت عربيتي اللي مشتريها مايكل قسط وقلت اروح بيه على القصر العيني لقيت الدكتور روماني مضروب وأحشاء بطنه خارجه وبيوت”، ينتاب “عم فريد” حالة من الحسرة حين يتذكر مشهد ابنه المأساوي “أحمد بعد ما طعن ابني نزل طعن الدكتور روماني وجريت بينهما على القصر العيني عشان أنقذهم”.
داخل طرقات قسم طوارئ مستشفى القصر العيني، كان لقاء الوداع بين “عم فريد” وابنه “مايكل”، على الترولي كان “ابو جون” ممدًا لا يحرك له ساكنا، لا يقوى ابن الأربع عقود اي حديث سوي يردد بكلمات ثقيلة:”هاتولي ابني جون اشوفه”.
أمام غرفة العناية المركزة، كان “عم فريد” يتضرع إلى ربه بأن لا يصيب ابنه “مايكل” الذي كان عكازه في الحياة أي مكروه، وأن يخرج سالما من وعكته، لكن القدر له حكاية مغايرة مع “ابو جون”، فارق حياته طعنًا، بعدما فشلت كل مساعٍ الأطباء في إنقاذه “أنا رحت شايل ابني في العربية وهو متصفي”.
لم يكتفٍ “أحمد” بما فعله مع ابن الجيران “روماني” طبيب الصيدلة، جن جنونه، اقتحم شقة جارته “جمالات” التي كانت تغط في وهلة نومها بالسكين، بث الرعب في قلبها حتى أصابها الذعر، من أجل أن يختبئ من الأهالي، بعدما حطم كل شيء في المسكن “كنت نايمة ولقيت جارنا داخل علينا السلاح وبيقول محدش يتكلم” تقص “أم سيد” حكايتها مع ابن الجيران.
أمام باب غرفة “الحاجة جمالات”، ظل “أحمد” نحو 60 دقيقة في حالة من الهيجان، يحطم كل شيء دون اي مبالاة، حتى عثر على جوال “سيد” ـ نجل السيدة ـ ليخبر النجدة بما ارتكبه بحق الجيران:” اتصل بالنجدة وقالهم أنا قتلت 3 تعالوا خذوني”. وفق ما أكده “سيد”.
خطة مُحكمة، وضعها ضباط مباحث قسم بولاق، هدفها إتمام عملية القبض على الجاني، دون المساس بجارته “جمالات”، التى احتجزها عنوة داخل غرفتها رفقة ابنها “سيد”، 30 دقيقة احتاجها ضباط المباحث حتى حررا “الجارة وابنها” من بطش “أحمد” الذي كان يلوح بسلاح كل من يقترب منه “فضنا محبوسين في غرفتنا لحد ما جات الحكومة وقبضت على المتهم”. يكمل سيد حديثه لمصراوي.
في مشهد مهيب ودع المئات من أهالي ناهيا، جثمان “مايكل” إلى مثواه الأخير في مقابر عائلته، بعدما صرحت النيابة العامة بدفن الجثمان عقب توقيع الكشف الطبي عليه لإعداد تقرير وافٍ عن حالة الوفاة وملابسات الواقعة.
على حافة مقعد خشبي في منزله، توسط “عم فريد” أسرته التى كسى قلبوهم الآسي برحيل “مايكل”، يختنق الأب المكلوم حزنا حين ينظر إلى صورة نجله “مايكل” المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، شريط ذكريات لا يفارقه خياله دوما :”كان بيعولنى وأنا في أشد مرضي، كان جايب عربية بقرض ولحد يوم وفاته هو مطالب بسداد الفلوس.. سابلي طفلين واحد عنده 3 سنوات والثاني 6 أشهر و ملحقش يفرح بعياله”، يصمت قليلًا الإعدام مش هيشفي غليلي ..لازم اللي زي ده يتعدم في ميدان عام عشان يكون عبره لغيره.
