05:37 م
الأربعاء 02 يوليو 2025
الشرقية – ياسمين عزت:
في جوف الليل وعز صمت الشوارع ليلًا في محافظة الشرقية، كان سائق بسيط، قد خرج منذ الصباح الباكر سعيًا وراء الرزق بسيارته ربع نقل، وعند عودته لمنزله بعد يوم عمل طويل من أسفل كوبري الغول بنطاق مركز أبو كبير، لا يعرف ما خبأه القدر له وأنه سيعرض للموت الحتمي.
بدأت قصة الخطر للسائق عبد الباقي محمد خيري عندما توقّف عند كوبري “المناسترلي بأبو كبير”، ليصادف رجلًا يبدو أنه عائدًا من عمل يرغب في عودته لمنزله وسط الليل، يطلب توصيلة. لم يتردد السائق ابن قرية كفر عجيبة لا بمركز شرطة ههيا الذي يجود كرما كأبناء القرى فوقف له.
وانتظر السائق ليستقر المنتظر على الأرض أن يستقلها رفقته، لكن في اللحظة التي تآمر فيها الليل مع العتمة، عند كوبري كفر الغول، أخرج الراكب سلاح أبيض “سكينة” التي جهازها مسبقا لفريسته، وسدّد طعناته إلى بطن السائق ورقبته. سقط الرجل في دمائه، بين صدمة الغدر وصراع البقاء. متسائلًا هل فعلت ما أستحق عليه الغدر وظل يصارع الموت.
ظل الشاب ينتظر الموت وفي داخله صوت ينادي يستغيث بالله أن ينقذه، كان يمكن أن يتحوّل الأمر إلى جريمة كاملة، لولا حرارة الجو، مجموعة من شباب كفر الغول، جلسوا على الكوبري بحثًا عن نسمة هواء، وإذا بهم يسمعون حركة غريبة، وصوتًا خافتًا يطلب النجدة.
ركضوا نحو الصوت، فوجدوا السائق ينزف، والجاني يحاول الفرار. لم يترددوا لحظة، وأمسكوا به. لم تكن البطولة في القوة، بل في سرعة الفزعة، وفي ضمير لا يعرف الصمت أمام الدم.
نقل الأهالي السائق إلى مستشفى أبو كبير، وحالته حرجة، كل من سمع بالقصة دعا له: “ربنا يشفيك ويقومك بالسلامة… الناس الطيبة دي ما تستاهلش اللي حصلها”، وكان الخبر كالصاعقة لأبناء قريته هذا الرجل الذي لا يؤذي أحدًا، والذي اعتاد أن يساعد حتى الغرباء، طُعن فقط لأنه طيب وقال الأهالي مرددين:”الواحد يخاف يعمل الخير ليقابلوه بالقتل”.
من جانبها تلقت مديرية أمن الشرقية إخطارًا يفيد بتعرض سارق لمحاولة قتل على يد قاطع طريق وانتقلت قوة أمنية إلى موقع الحادث، وجرى ضبط الجاني واُتخذت الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.
