72 أسرة بمشروع للإسكان الاجتماعي يستغيثون: “شققنا مهددة بالسقوط”
04:15 م
الإثنين 07 يوليه 2025
بعد أقل من أربع سنوات من استلام علاء زغلول شقته بمشروع الإسكان الاجتماعي في حدائق أكتوبر، أصابها الشروخ من كل ناحية. وبالنسبة له، فلا بديل آخر أمامه وزوجته وطفله.
“علاء”، واحد من 72 أسرة بعقارات “151 -152 -153” في مشروع “269 عمارة”، والذين تفاجأوا بشروخ ثم شقوق كبيرة بعقاراتهم نتيجة ميل العقارات على بعضها، خلال الأسبوع الماضي.
بدأت المشكلة تتصاعد قبل نحو أربعة أشهر، حين جاء عمال جمعية الواحات البحرية التابع لها الثلاث عقارات من أصل 7 بالمشروع ووضعوا ألواح خشب لتخفي شروخ بطول العقارات. ومن الملاحظ وجود ذلك في عدد من العقارات الأخرى المجاورة بهذا المشروع.
وخلال تلك الأشهر، كان هناك مشكلة في الصرف الصحي والتسريب أسفل العمارات وهبوط في الأرض، وهو ما كان يأتي عمال الشركة المسؤولة عن العقارات لتصليحه بشكل متكرر، لكن “إصلاح مؤقت وليس جذري”، حسب شهادات السكان.
وكما يحكي “علاء”، أحد ساكني عقار 151، “فمسؤولي الشركة طالما ألقوا اللوم على أن الحديقة الأمامية للعقارات وقالوا إنها تؤثر على العمارات بسبب الري”. وتلك الحديقة لم تعد موجودة الآن على الرغم من ذكرها في عقود الساكنين، لكن ذلك لم يحل مشكلتهم، وهو ما يتنافى مع تبريرات الشركة، وفقا لكلامهم.
وبشكل تدريجي، ظهرت الشروخ والشقوق في جدران وأسقف شقق العقارات الثلاثة، ومنها شقة “علاء”، التي تعاقد عليها عام 2018 مقابل 460 ألف جنيه، يسددهم على 20 عاما. لكنه أنفق عليها نحو 80 ألف جنيه، لذا يقول “علاء” الذي يعمل محاسبًا: “أعتبرتها شقة العمر.. ونعلم أن التشطيب ليس أفضل شيء، لكن لم نتخيل أن المشاكل تطول الأساسات”.
ثم يتساءل: “كيف نستلم عقارات جديدة، يحدث فيها كل ذلك في هذه المدة القصيرة؟!”.
ويعتبر عقار “علاء”، المكون من 6 طوابق، ويضم 24 شقة، “هو الأكثر ضررًا لأنه لا يسند على شئ، بعكس العقارين الآخرين”.
وقد حرر السكان محضرًا بتلك الواقعة، وحضر أحد المهندسين الاستشاريين العاملين بجهاز حدائق أكتوبر للمعاينة الأولية، وكما رووا بأحاديثهم لـ”مصراوي”، فإن المهندس أخبرهم بأن “الأعمدة التي صارت مكشوفة ليس بها أسمنت، بها فوارغ كبيرة، والأسياخ صدئة”.
وعندما بلغ ذلك غادة السيد، الساكنة بإحدى العقارات، “شعرت بصدمة كبيرة”، على حد قولها، وهي واحدة من السكان الذين استلموا شققهم لكنهم لا يسكنوها حتى الآن. فتقول: “لم نصدق الأمر حين وصلت إلينا الصور.. لقد جهزنا الشقة لنسكنها حتى تفاجأنا بما جرى، ولا نعلم متى وكيف ستنتهي هذه المشكلة؟.. أموالنا أهدرت!”.
ولم تكن تلك المشكلة الأولى، التي واجهت محمد بدران (الساكن في عقار 153) والعامل في إحدى شركات الاتصالات، إنما بدأ الأمر مبكرًا معه. حين ظهرت شقوق بشقته بعد أربعة أشهر فقط من استلامها، وقد ترك محافظته “الشرقية” للسكن بها مع أسرته المكونة من أربع أفراد.
وقتها، طلبت الشركة المسؤولة منه إخلائها للترميم والإقامة في الشقة المقابلة له بعد الحصول على إذن صاحبها. ويحكي: “أقمنا هناك 10 أيام حتى انتهوا من ترميمها وإصلاح كل شيء، ثم عدت إليها”.
وبلغ عدد العمارات المنفذة بمشروع الإسكان الاجتماعي بحدائق أكتوبر 4070 عقارا في الفترة من 2014 وحتى 2023، بإجمالي 97668 وحدة سكنية. وخلال الشهر الماضي، وافق مجلس النواب على زيادة مخصصات دعم برنامج الإسكان الاجتماعي لتصل إلى 13.62 مليار جنيه، مقارنة بـ 11.92 مليار جنيه في موازنة العام المالي 2024/2025، بزيادة قدرها 1.7 مليار جنيه، تمثل نموا نسبته 14.3%.
ولم يتسن لنا الحصول على رد من شركة الواحات البحرية أو جهاز حدائق أكتوبر للتعليق على الأمر.. لكن الجهاز عقد اجتماعا مع السكان، مساء أمس، بحضور مندوب عن شركة الواحات البحرية، لبحث شكواهم وسبل إصلاحها.
واقترح الأخير عليهم، حسب ما نقله السكان، “إصلاح 6 شقق متضررة وتوفير مساكن أخرى بديلة لأصحابها”. لكن السكان تمسكوا بـ”هدم العقارات وبنائها بشكل سليم من جديد”، الأمر الذي كان موضع جدل حتى انتهى على أن “لجنة فنية مشكلة من الجهاز، وأخرى من طرف السكان، سيعاينون العقارات خلال هذا الأسبوع للبت في هذه المسألة”.
لكن يصر “علاء” و”محمد” وغيرهم من الساكنين، على فكرة الهدم والانتقال إلى شقق أخرى مؤقتة في نفس المربع السكني، فيقول “علاء”، “هنا يمكننا إيجاد محل أو شراء شيء، بعكس باقي المشروع، لازال صحراء.. ولا يمكن الإصلاح والترميم وهناك مشكلة في الأساسات.. إن تم معالجتها بهذا الشكل، سيمر وقت وتسقط في أي لحظة”.