قناة السويس تتحدى العواصف.. إشادات دولية وتحذيرات من المسارات البديلة

02:25 م


السبت 19 يوليو 2025

الإسماعيلية – أميرة يوسف:

في ظل التوترات الجيوسياسية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر، حظيت قناة السويس بإشادات دولية واسعة بعد نجاحها في الحفاظ على انتظام حركة الملاحة العالمية، رغم اضطرابات غير مسبوقة أعادت رسم خريطة الشحن البحري حول العالم.

وسلطت منصة “Off shore energy” العالمية الضوء على قدرة القناة على الصمود ومواصلة دورها الحيوي في سلاسل الإمداد، رغم لجوء بعض الخطوط الملاحية إلى تحويل مساراتها عبر رأس الرجاء الصالح، مؤكدة أن القناة أثبتت مرونة تشغيلية استثنائية.

وجاءت هذه الإشادة تزامنًا مع عبور حاملة السيارات العملاقة BYD XI’AN، إحدى أضخم سفن نقل المركبات بالعالم، والتي اعتبرها موقع India Shipping News دلالة قوية على تمسك كبرى الشركات بالقناة كممر استراتيجي موثوق.

وأكد موقع Trade Winds News أن قناة السويس لا تزال ركيزة أساسية في ربط حركة ناقلات السيارات بقارة آسيا، رغم التحديات الأمنية في البحر الأحمر.

وحذّرت دراسة أوروبية حديثة نشرتها المنصة ذاتها، بالتعاون مع جامعة جوتنبرغ السويدية، من تداعيات بيئية خطيرة لتحويل مسارات الشحن بعيدًا عن القناة، مشيرة إلى ارتفاع الانبعاثات الكربونية بنسبة تجاوزت 44 ألف طن خلال أزمة جنوح السفينة “إيفرجيفن”، وما تبعها من تحولات مؤقتة.

وأشارت الدراسة إلى أن استمرار هذه التحولات قد يؤدي إلى زيادة التلوث وارتفاع تكاليف النقل، في ظل استهلاك وقود أكبر ورحلات أطول.

وأكدت هيئة قناة السويس التزامها بتحقيق أهداف الاستدامة البيئية، موضحة أن القناة تتيح وفرًا في استهلاك الوقود يتراوح بين 10% و90% مقارنة بالمسارات البديلة، وساهمت في خفض نحو 55.4 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال 2023 وحده.

وتكشف الأرقام الرسمية لعام 2024 عن ارتفاع الانبعاثات الناتجة عن التحول بعيدًا عن القناة إلى 33.3 مليون طن، ما يعكس الأثر البيئي الكبير لفقدان الممر الملاحي العالمي لدوره.

وتجدد المنصات الدولية التأكيد على أن قناة السويس ليست مجرد ممر بحري لتقليص المسافات والتكاليف، بل تمثل ضرورة بيئية واستراتيجية للاقتصاد العالمي في ظل التحديات المناخية الراهنة.