ترامب يزور معتقل “ألكاتراز التماسيح” في فلوريدا
02:50 م
الأربعاء 02 يوليو 2025
كتبت- سلمى سمير:
في إطار استمراره بسياسته المناهضة لتدفق المهاجرين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بزيارة لمنشأة احتجاز جديدة أمر بتطويرها لاستقبال المهاجرين غير النظاميين، والتي أُقيمت على أرض مطار مهجور في أعماق مستنقعات إيفرجليدز بولاية فلوريدا، والتي أطلق عليها اسم “ألكاتراز التماسيح” – في إشارة إلى عزلتها الشديدة والخطر الطبيعي الذي يحيط بها.
وكان برفقة ترامب خلال الجولة حاكم ولاية فلوريدا اليميني رون ديسانتيس ووزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، حيث تفقدوا المعسكر المؤقت الذي أُقيم على عجل خلال ثمانية أيام فقط، وتضمن صفوفًا من الأسرّة داخل خيام محاطة بأسلاك شائكة وسياج معدني، وسط بيئة طبيعية تعج بالتماسيح والثعابين البورمية.
ورغم الانتقادات الواسعة والتظاهرات التي اندلعت أثناء زيارة ترامب للسجن، لم يُبدِ الرئيس الأمريكي أي اهتمام بالظروف القاسية التي قد يواجهها المهاجرون داخل المركز، وقال للصحفيين مبتسمًا: “ربما يكون هذا أفضل من سجن ألكاتراز الحقيقي.. قد يكون مثيرًا للجدل قليلًا، لكن لا يهمني إطلاقًا”. وأضاف ممازحًا: “سنُعلّمهم كيف يهربون من التمساح، لا تركضوا في خط مستقيم، بل بشكل متعرج.. قد تزيد فرص نجاتكم بنسبة 1% فقط!”.
مركز احتجاز محصن بالحيوانات البرية
وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمركز نحو 5,000 محتجز، ويضم أكثر من 28,000 قدم من الأسلاك الشائكة، ونحو 200 كاميرا مراقبة، بالإضافة إلى أكثر من 400 فرد أمن، وتكييف هوائي يعمل على مدار الساعة، ومن المخطط أن يستقبل السجن أول دفعة من المحتجزين اعتبارًا من اليوم الأربعاء.
واختير مطار “دايد-كولير” المهجور لإقامة السجن، ويعود تاريخه إلى مشروع لم يكتمل في ستينيات القرن الماضي لبناء أكبر مطار في العالم، لكنه توقّف بعد تحذيرات بيئية من تدمير النظام البيئي في جنوب فلوريدا. واليوم، أصبح هذا الموقع رمزًا لسياسات الهجرة المتشددة التي يتبناها ترامب.
وفي حديثه خلال الجولة، قال ديسانتيس: “هذا النموذج يمكن أن يُحتذى به في ولايات أخرى… كثير من الناس سيختارون الترحيل الطوعي بدلًا من أن ينتهي بهم الأمر في ألكاتراز التماسيح”.
رسائل تهديد مبطّنة للمهاجرين
وفي مؤتمر صحفي مصاحب للزيارة، وجهت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم رسالة مباشرة عبر وسائل الإعلام للمهاجرين غير النظاميين الذين قد يكونون يشاهدون الزيارة: “لا يزال بإمكانكم الترحيل الذاتي والعودة لاحقًا بشكل قانوني. أما إن لم تفعلوا، فقد تجدون أنفسكم هنا، في هذا المكان، بلا فرصة للعودة مجددًا”.
وأكدت نويم أيضًا أن وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية، ستساهم بشكل كبير في تمويل المركز الجديد عبر برنامج “المأوى والخدمات” الذي أقره الكونجرس لمساعدة المناطق التي تستقبل المهاجرين.
من جهتها، سخرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، من موقع المعتقل قائلة: “لا يوجد سوى طريق واحد للدخول، والمخرج الوحيد هو رحلة طيران باتجاه واحد”. أما ديسانتيس فقال بلهجة ساخرة: “الأمن هنا مذهل، طبيعي وغير طبيعي. أتحداك أن تصل إلى أقرب مدينة، هذا إذا نجوت من التماسيح أولًا”.
احتجاجات وانتقادات واسعة
ولم تمر زيارة ترامب دون احتجاجات منددة بسياسته تجاه المهاجرين، إذ تجمع المئات من الناشطين والمدافعين عن حقوق المهاجرين خارج المنشأة، مندّدين بـ”اللاإنسانية” التي تتجسد في عزل المعتقلين في بيئة معادية تحفها المخاطر. ووصفت منظمات بيئية المشروع بأنه “تهديد للنظام البيئي الهش” في مستنقعات “بيج سايبريس”.
ووصف عضو الكونجرس السابق ديفيد جولي، الذي يخوض سباق حاكمية فلوريدا، المشروع بأنه “استعراض سياسي قاسٍ”، داعيًا إلى وقفه فورًا.
من جانبها، تقدمت جماعات بيئية بدعوى قضائية الأسبوع الماضي لمنع افتتاح المركز حتى يخضع لمراجعة بيئية شاملة كما يقتضي القانون الفيدرالي.
وتأتي زيارة ترامب بعد أسابيع من إعلان إدارته هدفًا يوميًا بتنفيذ 3,000 عملية اعتقال مهاجرين في عموم البلاد، في إطار حملته للحد من الهجرة غير النظامية. ورغم التصريحات الرسمية التي تؤكد استهداف المهاجرين ذوي السجلات الجنائية، إلا أن بيانات وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك بالولايات المتحدة تشير إلى تزايد عمليات اعتقال مهاجرين لا يملكون أي سجل إجرامي.