أخبار العالم

في النية | صحيفة الوطن

[


]

أنا أحد الأشخاص الذين لديهم نية «دائمة» في إنشاء مشروع على المستوى الشخصي، مكانه الحالي بين الحلم والواقع في الجزء الأيسر من دماغي، يسكن منذ عشر سنين في رف اسمه مشاريعي القادمة، مولود منذ العام 2015 لكني لم أزره إلا مرتين، مرة عندما ولد والثانية قبل أيام، المشكلة أن هذا المولود ليس الأول فله إخوة سبقوه وتعاملت معهم بالطريقة نفسها فماتوا كلهم.

الأمر مختلف على صعيد العمل الوظيفي، فهذا النوع من السلوك يكاد يكون غير موجود، فأحاول دوماً إنجاز مهامّي وأجتهد فيها على أتم وجه أمكنني، وأحرص على الانضباط في الوقت، لكني عندما أنتقل للتفكير في مشاريعي الشخصية أتحول تماماً، البداية تكون كالشعلة المتوهجة أتحمس عندما تطرأ لي فكرة أو أشاهد ما يحفزني، لكن سرعان ما تنطفئ الشعلة وأبدأ بمكافأة نفسي باستراحة محارب لم يحارب، لكنّي أحتفل بالنية على فعل شيء، النية فقط لا غير، وهنا تبدأ رحلة التكاسل التي لها فلسفة خاصة فالتسويف يجب أن يكون مبرراً لدي، دائماً ما أقول لنفسي البداية قريبة ستكون بعد أن أنتهي من هذا العمل أو ذاك، أو الوقت الأنسب هو في فترة الإجازة، وعندما يحين الموعد ولا أنفذ ما وعدت به نفسي، أقدم لها الأعذار فوراً، فلا أقول لها إني تكاسلت لكن أذكرها بالوقت المزحوم، والطاقة المنهكة، وأن الأمر لم يترك عمداً ولكن الظروف لم تكن مواتية، فالظروف الكونية هي التي حالت بيني وبين التنفيذ، فكم مرة انقطع التيار الكهربائي عن دماغي، وكم مرة حدثت لي مشكلات شخصية «مع أنها ولا مرة»، وهنا أعذر همتي وعزيمتي على عدم تفاعلها، لكني رغم كل ذلك أكتسب مهارة، وأصبحت خبيراً في إنشاء المشاريع، وتهيئة ملفاتها، لكنها في النهاية كلها ملفات فارغة، والخبرة محصورة في الإنشاء فقط أما الإنجاز فلم أتشرف بمعرفته لغاية الآن.

لكن مهما طال الزمن في النهاية سأخرج ملفاتي من مخبئها، وأختار أحدها، وحتى ذلك الحين أرجو منكم ألا تحاسبوني على أفعالي وإنما على نواياي، فالنوايا عظيمة وكبيرة في حساباتي، أما متى سأبدأ، فدعوني أرحّل الإجابة على هذا السؤال إلى الغد، فاليوم الجو حار جداً ولا أستطيع اتخاذ قرار مهم ومصيري مثل قرار البداية!

* عميد كلية القانون – الجامعة الخليجية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock