أخبار العالم

الذكاء الاصطناعي والنُضج المؤسسي | صحيفة الوطن

[


]

في حال التوجّه لبناء قدرات مؤسسية فعلية مدفوعة ببنية رقمية ومبنيّة على تقنيات الذكاء الاصطناعي، فإنه لا يتعيّن التركيز على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي وتسخيرها لخدمة المؤسسة، إنما يتطلب الأمر نقلة شاملة وتحوّلاً مفصلياً يتضمن 6 محاور متشابكة ببعضها كما يعكسها نموذج Gartner بشكل منهجي:

– الاستراتيجية (AI Strategy):

تبدأ العملية برؤية جلية مدفوعة بالذكاء الاصطناعي ومدعومة بتحليل الاتجاهات الخارجية وانعكاساتها، ثم تُترجم هذه الرؤية إلى خطط تنفيذية قابلة للتنفيذ والقياس والمرونة والتطوير المستمر بالتوازي مع تطوّر النضج المؤسسي.

– القيمة (AI Value):

التحوّل من تحديد أوجُه وأطُر الاستخدام التجريبي لأنظمة الذكاء الاصطناعي إلى بناء منظومة متكاملة لإدارة حزمة الذكاء الاصطناعي بمنهجية مدروسة ومُحكمة لتحقيق قيـمة أعمال قابلة للقياس.

– التنظيم المؤسسي (AI Organization):

تصميم الهياكل التنظيمية المؤسسية بكل مستوياتها مثل فرق العمل المتخصصة، وأقسام التميّز والجودة والتطوير، وبناء الشراكات الاستراتيجية وأطراف التشبيك الخارجية من أجل ضمان التشغيل المستدام والابتكار المستمر.

– الثقافة والموارد البشرية (AI People & Culture):

ترقية الوعي المؤسسي بالذكاء الاصطناعي، ورفع جاهزية منتسبي المؤسسة في اكتساب المهارات وبناء القدرات، وتحديد أدوار «أبطال التغيير» لقيادة التبنّي الناجح عبر مختلف المستويات.

– الحوكمة (AI Governance):

رسم الأطر الأخلاقية والتشغيلية للحوكمة، وضمان الحفاظ على عناصر الشفافية وأخلاقيات المهنة، وتحديد الحقوق والمسؤوليات لجميع الأطراف في دورة حياة الذكاء الاصطناعي.

– الهندسة والبيانات (AI Engineering & Data):

تأهيل بُنية البيانات والهندسة الداعمة، وبناء المنصات التقنية القادرة على دعم التشغيل الانسيابي والتوسُّع الآمن والقابل للتكرار في استخدامات الذكاء الاصطناعي.

واقعاً، يتميّز هذا النموذج بكونه يشمل كافة الجوانب التنظيمية والتشغيلية والتقنية والثقافية، ويُساعد على تقييم وتعريف الوضع المؤسسي الحالي بدقة وتحديد الخطوات المستقبلية بواقعية، ويُعزز الانتقال التدريجي من المبادرات التجريبية إلى التأثير المؤسسي واسع النطاق.

علماً بأن التميز في الذكاء الاصطناعي لا يتحقق بالمبادرات المنفصلة والخطوات غير المدروسة، بل يعتمد على رؤية بعيدة ومنظومة متكاملة واستراتيجية عليا تقودها الحوكمة وتدعمها الهندسة ويُسخّر لإنجاحها رأس المال البشري المؤهل والماهر.

فالنجاح في بناء هذه المنظومة المتوازنة سيكون سبيلاً لتحقيق أثر مؤسسي حقيقي ومستدام في عصر الذكاء الاصطناعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock