“كنت محتاج فلوس”.. اعترافات صادمة لقاتل والدته في قنا
07:00 م
الأحد 20 يوليه 2025
قنا – عبد الرحمن القرشي:
لم تكن تعلم السيدة المُسنة أن لحظة رفضها إعطاء المال ستكون الأخيرة في حياتها، ولم يخطر ببالها أن ابنها الذي حملته صغيرًا سيكون القاتل، والسكين هو وسيلة الحوار.
جريمة مروعة هزّت قرية المحارزة التابعة لمركز أبوتشت شمال محافظة قنا، بعدما أقدم رجل خمسيني على قتل والدته ذات الـ75 عامًا داخل منزلها، في مشهد لا يحتمل، خلف وراءه دموعًا لا تجف، وذهولًا يعجز الجميع عن وصفه.
مشادة تحوّلت إلى دم
القصة بدأت بطلب معتاد.. الابن يطلب المال، والأم ترفض، لكن هذه المرة لم تكن كسابقاتها.
بحسب التحقيقات، طلب المتهم مبلغًا ماليًا من والدته لشراء مواد مخدرة، وعندما رفضت، نشبت بينهما مشادة، سرعان ما تحولت إلى اعتداء دموي، انتهى بجريمة قتل بشعة.
“رفضت تديني فلوس، وفي المرة الأخيرة محسّيتش بنفسي”، قالها القاتل ببرود، وكأنه يروي خلافًا عاديًا، لا جريمة هزت ضمير القرية بأكملها.
بلاغ.. وجثة في بيت مهجور
تلقى مركز شرطة أبوتشت، بلاغًا من الأهالي بالعثور على جثة سيدة مسنّة داخل منزل مهجور.
انتقلت قوة أمنية على الفور، ليتبين أن الجثة لسيدة تبلغ من العمر 75 عامًا، مصابة بضربة شديدة في الرأس بأداة حادة.
ومع فحص الملابسات، تبيّن أن القاتل لم يكن غريبًا، بل ابنها الذي يعيش معها، ويعاني من إدمان المخدرات وسوء سلوك متكرر.
القبض والاعتراف
جرى ضبط المتهم بعد تقنين الإجراءات، وبمواجهته، اعترف تفصيليًا بالجريمة، أرشد عن الأداة المستخدمة، وتم تحرير محضر رسمي بالواقعة.
وقررت النيابة العامة حبس الأبن المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق، فيما تواصل الجهات المختصة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
“أم قتلتها الطيبة.. وابن ضيّع كل شيء”
الجريمة أثارت موجة غضب واسعة بين أهالي القرية، الذين لم يصدقوا أن الأمور وصلت إلى هذا الحد.
“كانت ست طيبة، وكل القرية بتحبها”.. قالها أحد الجيران، وهو لا يصدق أن النهاية جاءت بهذه الطريقة، وبيد من ربّته.
في النهاية لم تكن الجريمة مجرد حادث قتل، بل مأساة عنوانها: انهيار القيم، وضياع الابن، وثمن المخدرات.
قتلها الابن لأنها قالت “لا”، لكنها لم تعلم أن “لا” هذه ستكون وصيتها الأخيرة… وصية كُتبت بالدم، وبخيانة لا تغتفر.