كيف تؤثر الحالة النفسية على صحة الجسم؟
[
]
الحالة النفسية ليست مجرد شعور داخلي فحسب، بل هي عامل رئيسي في الحفاظ على صحة الجسم وسلامته، إذ إن فهم هذا الترابط والعمل على تعزيز الصحة النفسية يمكن أن يكون له أثر كبير في الوقاية من كثير من الأمراض وتحسين جودة الحياة بشكل عام.
في السطور التالية نسلط الضوء على تأثير الحالة النفسية على صحة جسم الإنسان.
التأثيرات الفسيولوجية للحالة النفسية
عند التعرض للضغوط النفسية أو القلق أو الاكتئاب، يفرز الجسم هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين، التي ترفع من معدل ضربات القلب، وضغط الدم، وتزيد من استهلاك الطاقة.
هذه التفاعلات مفيدة على المدى القصير، لكن استمرارها يسبب ضررًا كبيرًا على المدى الطويل، وتؤدي إلى العديد من الأمراض من بينها ارتفاع ضغط الدم والمخاطر المرتبطة بالقلب، وإضعاف الجهاز المناعي ما يزيد من التعرض للعدوى، اضطرابات النوم التي تؤثر على التركيز والمزاج، ومشاكل في الجهاز الهضمي مثل القولون العصبي وقرحة المعدة، إلى جانب السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب نتيجة القلق المزمن وأمراض السمنة.
أهم الأمراض الناتجة عن سوء الحالة النفسية
في مقدمة الأمراض، يصبح جهاز المناعة معرض للاضطرابات التي تقلل من قدرته على مقاومة الأمراض، ما يتسبب في إصابة الشخص بسهولة بالعدوى الفيروسية والبكتيرية بشكل متكرر، إلى جانب تأثر الجهاز الهضمي الذي يتأثر بالقلق والاكتئاب من خلال القولون العصبي، إضافة إلى التهابات المعدة والأمعاء والتعرض للإسهال والإمساك.
وقد أثبتت الدراسات تأثير الحالة النفسية على صحة القلب والشرايين، كما يؤدي إلى أمراض الشرايين التاجية والنوبات القلبية وعدم انتظام ضربات القلب.
كما يتعرض الأشخاص المصابون بالاكتئاب لاضطرابات هرمونية شديدة نتيجة تأثر أداء الغدد الصماء بالحالة النفسي.
كذلك القلق والتوتر يكون السبب في الكثير من أمراض الجهاز التنفسي، خاصة الربو وضيق التنفس وحساسية الصدر والتهابات الجهاز التنفسي المتكررة والتهابات الشعب الهوائية.
وتعاني بعض النساء من اضطرابات الدورة الشهرية وضعف التبويض وحدوث الاضطرابات في عمل الغدة الدرقية، ويتعرض الجلد للالتهابات ويزداد الشعور بالحكة عند المعاناة من الاكتئاب والتوتر، وقد يصاب بعض الأشخاص بالصدفية والأكزيما واضطرابات الجلد المناعية.
للحفاظ على التوازن النفسي والجسدي
يُنصح بممارسة الرياضة بانتظام مثل المشي أو اليوجا، فهي تخفف التوتر وتحسن المزاج، إلى جانب النوم الجيد والكافي لتعزيز المناعة وتقليل القلق، والاهتمام بالنظام الغذائي الصحي المتوازن والذي يؤثر إيجابيًا على كيمياء الدماغ، إضافة إلى التواصل الاجتماعي من خلال التفاعل مع الأصدقاء والعائلة، ما يقلل من مشاعر الوحدة، وأخيرا طلب المساعدة عند الحاجة واستشارة طبيب نفسي عند استمرار الأعراض النفسية.